كتب محمد سمير طحان في سانا :
تنوعت أعمال معرض التشكيلي الدكتور عبد الكريم فرج في صالة جورج كامل من ناحية التقنيات المستخدمة ما بين الكولاج والالوان والرصاص والغرافيك والأساليب والمواضيع بما يخدم فكرة ورسالة العمل.
المعرض يتضمن نحو 35 لوحة من احجام متنوعة وتنتمي الى فترتين هما ما قبل الحرب على سورية وخلال الحرب ما انعكس بوضوح على الألوان والمواضيع والتكوينات التي تراوحت ما بين الألوان الحارة والانفعال الإنساني المتحمس للحياة وما بين الكثافة بالألوان الباردة والرمادية والمعتمة في دلالة على الحزن والكآبة والدمار
وحول التنوع في التقنيات قال التشكيلي فرج في تصريح لـ سانا “استطيع من خلال قلم الرصاص ان اعبر عن كل انفعالاتي وعواطفي بشكل وجداني ومباشر دون تكلف او تصنع و ذات الشيء في أي عمل غرافيكي في مزج التقانات المختلفة على سطح اللوحة وعبر كل هذه الاتجاهات اتطلع إلى نتاج ذي مصداقية يحمل العمق الفني”.
وأوضح فرج أن أعماله تحمل طموحات انسانية بالسلام وخلق الجمال في الأرض بأسلوب عفوي و فطري لصياغة اللون و التقنية في خدمة الفكرة التي تأتي ساكنة أحيانا ومتمردة احيانا اخرى لتقديم مشهد فني جديد بعيدا عن الحيادية و اكثر التصاقا بهموم الوطن والانسان.
وحول كتابه الجديد الذي وقعه خلال افتتاح معرضه تحت عنوان “تحولات فن التشكيل في اوروبا في القرن العشرين نحو الحداثة” قال.. اعتمدت في هذا الكتاب على حوار افتراضي مع افكار هربرت ريد الناقد الفني الشهير والذي لم تاخذه رياح العصر العاصفة وبقي متمسكا باحترام الفن الكلاسيكي القديم لإزاحة عبثية تيارات الفن الطارئة في اوروبا وجعل تيارات الفن الحديث وتحولاته الابداعية قادرة على شق طريقها في المستقبل.
وعن سبب اختياره لموضوع الكتاب تابع فرج.. “اكملت في اوروبا الدراسات العليا في تاريخ الفن وبشكل طبيعي اثار انتباهي الفن الحديث بما يحمله من حراك تحولي مذهل “مبينا ان لديه عدة أفكار لدراسات وابحاث تختص بالفن التشكيلي السوري ومع ذلك لم يتوقف التشكيلي السوري عن الابداع
ولكن كانت الاتجاهات الفنية محيرة نتيجة ظروف الحياة القاسية وبدت حالات القلق في الرؤءية التشكيلية واضحة خاصة لدى الجيل الشاب” لافتا إلى أن رصد آثار الحرب على التشكيل السوري بشكل علمي يحتاج الى فترات طويلة من الدراسة والتامل بعد انتهاء هذه الحرب.
والتشكيلي الدكتور عبد الكريم فرج خريج اكاديمية الفنون الجميلة في وارسو شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق وكلية الفنون الجميلة بالسويداء حاصل على عدة جوائزة محلية وعالمية منها وسام الاستحقاق بمرتبة فارس من بولونيا ومشارك في فعاليات فنية محلية وعالمية وله كتب في الفن بجامعة دمشق كلية الفنون الجميلة